الأحد، 6 ديسمبر 2009

الخاطرة رقم 7 ، منن وراء القضبان








# ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه #



• المحبة هي روح الإيمان والأعمال و متى خلت الأعمال أو الإيمان منه فهي كالجسد الذي لا روح فيه وقد قضي الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة
 ( أن المرء مع من أحب فيا لها من نعمه علي المحبين سابغة ) .



• المحب الصحيح الصادق :-



- لما كثر المدّعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة علي صحة الدعوي فلا تقبل هذه الدعوي إلا ببينة ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ، فتأخر الخلق كلهم ولم يثبت إلا أتباع الحبيب في أقواله وأفعاله وأخلاقه .. فطولبوا بعدالة البينة وتزكيتها( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) ..فتأخر أكثر المحبين – وقام المجاهدون – فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم وأولادهم ليست لهم فهلموا إلي بيعة ( إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) .. فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جري علي يديه عقد البيع عرفوا قدر السلعة وأن لها شأناً .. عندئذٍ علموا أن من أعظم الغبن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس .. فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي .. فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم لقد صارت أنفسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر مما كانت وأضعافها معاً ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ... ) .



• إذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء المحبة والإخلاص وإتباع الحبيب ... أثمرت أجود الثمار وآتت أكلها بإذن ربها .. أصلها ثابت في قرار الأرض وفرعها متصل بسدرة المنتهي.. ولا يزال سعي المحب صاعداً إلي حبيبه لا يحجبه شئ
( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )



• وقيل المحبة تعني الميل الدائم بالقلب الهائم ... وقيل إيثار المحبوب علي جميع المصحوب .. وقيل موافقة الحبيب في المشهد والمغيب ... وقيل أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقي لك منك شئ والمراد أن تهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحبه فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك فتأخذه منه له .



• الأساليب الجالبة للمحبة :-



1- قراءة القرآن بتدبر وفهم لمعانيه وما أريد به .



2- التقرب إلي الله بالنوافل بعد أداء الفرائض .



3- دوام ذكره علي كل حال باللسان والقلب فنصيبك من المحبة علي قدر نصيبك من الذكر .



4- إيثار ما يحبه علي ما تحبه عند نزاع الهوى .



5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها .



6- مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة .



7- انكسار القلب بكليته بين يدي الله عز وجل .



8- الخلوة به وقت نزوله الإلهي وتلاوة كلامه والاستغفار والتوبة .



9- مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب الثمر من كلامهم كما تنتقي أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعملت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك .



10- مباعدة كل سبب يحول بين قلبك وبين الله عز وجل .



• وأجمع ما قيل في المحبة ذكره أبو أيوب الكتاني ( قال : جرت في المحبة بمكة أيام الموسم فتكلم الشيوخ فيها - وكان الجنيد أصغرهم سناً - فقالوا هات ما عندك يا عراقي فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال:-



• ( عبد ذهب عن نفسه .. متصل بذكر ربه .. قائم بأداء حقوقه .. ناظر إليه بقلبه .. فإن تكلم فبالله .. وإن نطق فعن الله .. وإن تحرك فبأمر الله .. وإن سكن فمع الله .. فهو بالله .. ولله .. ومع الله .. فبكي الشيوخ وقالوا ما علي هذا نزيد.. جزاك الله خيرا يا تاج العارفين .)


بقلم



مــعـــتــــقــــل









ليست هناك تعليقات: