الثلاثاء، 26 يناير 2010

رسالة أعتز بها

السلام عليكم ورحة الله وبركاته



لم اكن أود ان انشر هذه الرسالة التي وصلتني من أحد أساتذتي وإخواني وأحبابي خلف القضبان معتقل مع أبى ( تم الإفراج عنه وعقبال الباقي ) ولكن هو الذي ترك لي مع أبي وصية ان أقوم بنشرها وها انا اقوم بنشرها وأسأل الله ان يجعلنا أفضل مما يظنون ويغفر لنا مالا يعلمون .. والآن أترككم مع نص الرسالة التي وصلتني في تمام
يوم الخميس الموافق 7 من شهر الله المحرم 1431هـ - 24-12-2009م

النص :-




( بسم الله الرحمن الرحيم ..




بني الحبيب زيد




سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..



فقد أحببتك يابني من غير أن ألقاك واشتقت لرؤياك من كلام والدك الذى يحبك ويحتفي بك فنعم الولد الصالح البار انت ..


وهكذا يابني يكون صاحب الدعوة ...


- صاحب الدعوة يابني لابد ان يكون ذاكراً لربه بالغدو والآصال ، صاحب سريرة صافية ، ويد سخية ، وضمير مراقب ، مستعد ليوم الحساب ..


- صاحب الدعوة يابني لابد ان يكون إيمانه حاراً متقداً يأبى عليه أن يستريح حتي يحقق كل يوم جديد يرضي به ربه وينفع به أمته ..


- وصاحب الدعوة يابني يعلم أن أن الخير السلبى لا يستطيع أ يقاوم الشر المتحرك .. وأن الحق الساكن يغلبه البطل المتحرك .. لذلك فهو إيجابى يفيض حركة ونشاطاً..


- وصاحب الدعوة يابني يقول كلمة الحق ويصدع بها ويموت دونها صدقاً مع ربه واحتراماً لنفسه .. فلتكن بني صاحب دعوة من هذا الطراز الفريد ..


وفقك الله لما يحب ويرضى



ولسوف يعطيك ربك فترضى

عمك
عادل راشد

وأقول له أحبك الله كما احببتنا وجمعنا معا في مستقر رحمته ودار كرامته في الفردوس الاعلي


تأملات ( أبحث عن الدفء )


تأملات


( أبحث عن الدفئ )

• الجو بارد .. بل شديد البرودة .. البرد يخترق الملابس المتعددة ليصيب الجسد مباشرة .. بل إنه يتعدي الجسد إلى العظام .. أشعر بقشعريرة شديدة .. أبحث عن الدفئ .. البطانيات لاتكفى .. أبحث عن ضوء الشمس .. أين أنت أيتها الشمس ؟؟

• خرجت من الزنزانة فى حدود الساعة العاشرة صباحاً .. وتوجهت إلى إلى التريض القبلى لعلى أجد الشمس والدفء ... ولكن هيهات .. من أين تأتى وكيف تأتى .. والأسوار مرتفعة وممر التريض ضيق .. وشبكة الحديد من أعلي .. فالشمس لاتصل إلي الأرض .. لاتتجاوز الجدار المقابل وقفت بجوار الجدار لعل ضوء الشمس يصيبني فيبعث في الدفء الذي أبحث عنه ..؟؟ ولكن .. هيهات ثم هيهات !!

• آه ثم آه .. سأبحث عن طريقة للخروج من العنبر حتي أصل إلي الشمس وإلي ضوئها .. الصول أحمد يجلس يترقب ويمنع أي أحد من مجرد أن يمس بجسده أشعة الشمس بخروجه من العنبر ,, ويمنع الخروج متعللا ً:- ( ماتحريجونيش ياجماعة .. أنا مش ممانع .. بس دى التعليمات )

• ملابسنا التي نرتديها مبتلة من شدة البرودة والرطوبة المرتفعه داخل الزنازين الكل يطلب الدفء .. الكل يبحث عن حرارة الشمس .. وأخذ الإخوان يتفاوضون مع الصول أحمد وبينما هم يتفاوضون انتهزت أنا فرصة إنشغاله معهم وانفلت مسرعاً من بوابة العنبر وفي لحظات كنت على الرصيف المحاذي لعنبر الجنائيين واختفيت عن نظر الصول أحمد ..

• آه ... انا لاأصدق .. هذا هو ضوء الشمس يلامس ملابسى .. لم تصل بعد حرارتها إلي جسدي المرتعد – أمشي الهوينا علي الرصيف الأسمنتي وكأنني اتمشي علي الكورنيش أو في وسط الزراعات علي الجسور .. أمشي وحدي ومعي المسبحة التي أعطانيها الباشمهندس في العرض .. نعم الباشمهندس ببسمته التي تملأ كل وجهه .. وحرارة مصافحته .. وحرصه علي السؤال والإطمئنان علي كل الجوانب .. كلما لامست أصابعي المسبحة تذكرتك ياهندسة ووجدتك أمامي مقبلا ً بكلتا يديك .....

• وأنا أسرح بخيالي وأسير على الرصيف بجوار السور الشاهق .. وأنظر إلي الرصيف متمنياً أن يطول السير تحت أشعة الشمس -.. وجدت عجبا ..- وقفت وتأملات ما أراه .. كوم منز الرمال بمقدار ملء كف اليدين أمامي علي الرصيف .. وفتحة فى الرصيف وكأنها نفق أو منزل إلي نفق .. تخرج منه التملة تلو الأخرى كل واحدة تخرج منه حاملة حبة رمل واحدة تقذف بها علي هذا التل .. هو بالنسبة لها تل .. ثم تعود مسرعة إلي الداخل .. حركة دائبة مستمرة لاتنقطع .. تأملت هذه الحركة المستمرة والصبر والمثابرة .. نعم أهمية الحركة لكل المخلوقات – الماء إذا لم يتحرك يأسن .. والداعية إذا لم يتحرك بدعوته يأثم .. وكما يقولون .. الحركة بركة ..

• الميل يبدأ بخطوة ... والعمر ماهو إلا ايام ودقائق وثوان وجبل الرمال الضخم يبدأ بحبة رمال صغيرة .. والمحيطات الضخمة قطرات ضئيلة ... نعم التدرج في الخطوات والنفس الطويل .. وخير الأعمال ادومها وإن قل ..

• نظرت إلى النملة وقلت لها ألا تعلمي أنه يوجد لنا إخوان محاصرون في غزة إخوة لنا في الدين محاصرون .. في غزة صامدون .. تلفهم الأسلاك والاسوار من جهة اليهود سور وقتل .. ومن جهتنا سور .. ألا تاخذي قومك وتذهبي لمساعدتهم .. طالما أننا أحيل بيننا وبين ذلك اذهبوا إليهم وحفروا نفقا يمدهم بكل مستلزمات حياتهم ...

• سبحان الله أوليس الله قادرا أن يرسل جنده هذا كما أرسله من قبل علي سد مأرب فنخرت تحته فلما جاء السيل انهار أمامه .. أو القرضة التي نخرت عصي نبيه سليمان عليه السلام ..!!

• أخاطب النمل لعله يفهمني ويعى ما أقوله ويسمعنى .. أقول له اذهب إلي إخواننا المحاصرين إلي الحدود كونوا معهم اذهبوا إليهم فقد حرمون من مساعدتهم .. وانشغلت بشعب محاصر من البر ومن البحر ومن الجو .. فوق الأرض وتحتها ..

• لك الله ياشعب غزة الأبى .. يحميك الله ويجعل لك مخرجاً – وانتبهت – فإذا الصوت ينادينى ... يأستاذ .. يادكتور .. ياباشمهندس .. هاتودينا في داهية .. والتفت فإذا الصول أحمد ...

وإلي الثلاجة مرة أخرى


الأربعاء، 13 يناير 2010

صباح الترحيل ( السعي للأحسن دائماً )


الثلاثاء 14ذي الحجة1430هـ ، 1/12/2009م



( صباح الترحيل من قسم أول المنصورة إلي دمنهور )


السعي للأحسن دائماً


" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم "


- القرآن والسنة تسعيان إلي نقل الإنسان من أسفل سافلين إلي الطريق القويم بل إلي لأحسن تقويم .. ولا يأمره أن ينتقل من فعل السيئ إلي الحسن بل إلي الأحسن لقوله تعالي (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ً)الكهف 30 لم يقل ربنا لا نضيع أجر من (يحسن) عملا بل قال من أحسن عملاً ( أفعل التفضيل أحسن ).


- ولا يأمر القرآن بأن نتجنب الكلام السئ إلي الحسن بل إلي القول الأحسن لقوله تعالي (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)الإسراء 53


- ولا يأمر الإنسان أن يكون حسن الإتباع للقرآن والسنة وإنما يأمر بالإتباع الأحسن لقوله تعالي (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) الزمر 18


- ويرقي الإسلام بالمسلم إلي أن يكون الأحسن دائما فضلا عن أن يكون سيئا بل الحرص كل الحرص علي الأحسن .. قال تعالي (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين) فإن لم يكن من هؤلاء الذين يتصفون بأنهم ( الأحسن ) عليه إذاً أن يخطط لا ليصل إلي المسلم الحسن فقط بل الأحسن وذلك يتضح من قوله تعالي


( وأمرت لأن أكون أول المسلمين ) والفرق بين الآيتين أن الأولي تعبر عن الواقع


( أول من أسلم فعلاً) والثانية سعي للوصول إلي ذلك (لأن أكون أول المسلمين)


- والسنة الشريفة تؤكد هذا المعني :-


• قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا .. وإن أبغضكم مني مجلسا يوم القيامة  – الثرثارون – والمتشددون والمتفيهقون- قال والمتكبرون )


• وما رواه البخاري بسنده عن النبي صلي الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنه وأعلي الجنه وفوق عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ).


• هذا يعني رفع سقف الأمل والعمل إلي اعلي درجة يستطيعها الإنسان ويرجو من الله أعلي درجة في الجنة .


• وقد نبه رسولنا صلي الله عليه وسلم علي ذلك فقال ( إن الله تعالي يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ) .