الجمعة، 24 يوليو 2009

شعبان .... بين السنة ...والبدعة

شعبان بين السنة والبدعة
الحمد لله الباسط الديان ، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان ، نبينا محمد خير مبعوث للإنس والجان ، وعلى آله وصحبه وكل من وكل من سار على منهج القرآن ، وبعد ،،،
شعبان : هو اسم للشهر ، وسمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه ( أي يتفرقون ) لطلب المياه وقيل تشعبهم في الغارات ، وقيل لأنه شعب ( أي ظهر ) بين شهري رجب ورمضان ، ويجمع على شعبانات وشعابين .
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان فحسن أن يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من صيام . عن أن المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان )) البخاري .
وعنها أيضا قالت: ( كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان ) صححه الألباني .
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: ( وفي الحديث دليل على فل الصوم في شعبان ) بلوغ المرام .
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: ( وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور ) سبل السلام .
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال: ( ذاك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) حسنه الألباني .
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في بيان الحكمة من صيام شعبان : ( وفيه معان ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم : أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام ، اشتغل الناس بهما عنه ، فصار مغفولا عنه . وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأنه شهر حرام ، وليس كذلك ) لطائف المعارف .
ولقد ثبت علميا أن الجسم في أيام الصوم الأولى يبدأ باستهلاك مخزونه الاحتياطي من الدهون والبروتينات وغيرها ، فينتج بسبب ذلك سموما تتدفق في الدم (هرمون الأدرينالين ) ، قبل أن يتخلص منها الجسم مع الفضلات ، مما يؤدي إلى شعور الصائم ببعض الأعراض : كالصداع والوهن وسرعة الغضب وانقلاب المزاج وقد يشتم ويسب ...الخ ، مما قد يضطره لأن يترك الصيام أحيانا ، وهذه الأعراض تزول بعد أن تعود نسب الهرمونات إلى وضعها الطبيعي في الدم خلال أيم من بدء الصوم –بإذن الله تعالى- (وهذا ملاحظ لدى الصائمين) .
فصيام شعبان ما هو إلا كالتمرين على صيام رمضان ، حتى لا يدخل المسلم في صوم رمضان على مشقة وكلفة .. والله سبحانه أعلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، حافظ السنة وحبيب المؤمنين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين ، إلا من كان يصوم صوما فليصمه ) متفق عليه .
ومثال من له عادة : أن يكون الرجل اعتاد أن يصوم يومي الاثنين والخميس مثلا فعادة : أن يكون الرجل اعتاد أن يصوم يومي الاثنين والخميس مثلا فإنه يصومهما । كما نهى صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان ، إلا أن يوافق عادته في الصيام । ( منقول للإفادة )