الأربعاء، 28 يناير 2009

سلاح المقاطعة

لقد أثبت سلاح المقاطعة جدارته كأحد أقوى الأسلحة، لكننا وللأسف الشديد لا نُفعل هذا السلاح ولا نستفيد من قوته. وها نحن نرى اليوم آلة الحرب الصهيونية اللئيمة ما تنفك تطلق صواريخ الغدر والجبن على رؤوس إخواننا العُزَّل، وتحصد أرواحهم بالعشرات كل يوم، في ظل خذلان كبير من الدول العربية، فعلينا أن نُعين إخواننا بكل ما أوتينا من قوة، لا أن نتخندق في صف الصهاينة بإعانتهم على إخواننا بأموالنا التي نشتري بها سلعهم.المقاطعة شرعا:- لقد أفتى مجموعة من علماء الأمة بضرورة مقاطعة سلع الأعداء، ممن يقتلون إخواننا ويخرجونهم من ديارهم ويحاربون الإسلام والمسلمين، وممن يوالونهم على ذلك، وحرمة التعامل معهم. يقول الله تعالى في سورة الممتحنة: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} (آية 9)- إن الجهاد اليوم في هؤلاء الذين اغتصبوا أرضنا أرض الإسلام، ودنسوا مقدساتنا، وشردوا أهلنا من ديارهم وسفكوا الدماء وعاثوا في الأرض فسادا، صار فريضة من فرائض المسلمين، وأول الواجبات على الأمة في مشارق الأرض ومغاربها. فالمسلمون أمة واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، ونحن لا نملك الجهاد بالسلاح الآن، فلم يبقى لنا سلاح سوى سلاح المقاطعة، يقول الله تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} (الأنفال: 73). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكموألسنتكم" رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولايخذله" رواه مسلم. فأين نحن من حديث رسول الله؟؟ إن في شرائنا لمنتجات أعداء أمتنا قمة الأنانية و الخذلان لإخواننا المسلمين، إننا بذلك لا نكتفي بالموقف السلبي، بأن نقف موقف المتفرجين منهم، بل ونعين أعداءنا عليهم بخدمة اقتصادهم وتنميته، وكل درهم ندفعه لأعداء أمتنا، يتحول إلى رصاصة في صدور إخواننا في فلسطين، لهذا وجب علينا ألا نعينهم على إخواننا بشراء بضائعهم، لأن ذلك يقويهم، ونحن يتوجب علينا إضعافهم ما استطعنا. كما يتوجب علينا تقوية إخواننا المرابطين في أرض فلسطين ما استطعنا، فإن لم نستطع تقويتهم فالواجب علينا إضعاف عدوهم.- لقد أوضح العلماء بأن البضائع الأمريكية هي مثل البضائع الصهيونية في حرمة شرائها والترويج لها، فلولا أمريكا ما كان لإسرائيل أن تقوم لها قائمة، فأمريكا اليوم هي إسرائيل الثانية، وإسرائيل تقتل إخواننا وتدنس مقدساتنا بسلاح أمريكي وبدعم مادي معنوي أمريكي كبير. فكل مسلم اشترى من البضائع الصهيونية والأمريكية ما يجد له بديلا من بلدان أخرى، يكون بذلك قد اقترف إثما مبينا وباء بالوزر عند الله تعالى والخزي عند الناس.نماذج تاريخية لتوظيف سلاح المقاطعة:- استخدمه الكفارمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب أبى طالب كما استخدمه بعض الصحابة في محاربة المشركين في العهد المدني.- استخدمه المهاتما غاندي في دعوته الشعب الهندي لمقاطعة بضائع الإنجليز، ونجح في هز اقتصاد إنجلترا.- استخدمته مصر مع الإنجليز بدعوة سعد زغلول.- جربته كوبا مع أمريكا فلا يعرف شعبها ما يسمي بالمنتج الأمريكي أبدا.- جربته اليابان مع أمريكا بتلقائية ووعي الشعب الياباني.- استخدمه الخليج فى حرب 73 بجانب مصر و قطعوا البترول عن الغرب وكان لذلك تأثير كبير.- استخدمته أمريكا 60 مرة ضد 35 بلدا ما بين عامي 1993و 1996م لخدمة مصالحها السياسية- واستخدم المسلمون هذا السلاح ضد الدنمارك بعد الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، مما أجبر الشركات المتضررة حينها على الاعتذار عن نشر الرسوم..المقاطعة اقتصاديا:- لقد أثبت سلاح المقاطعة جدارته كأحد أقوى أسلحة الحروب قديما وحديثا، منذ حصار شعب أبي طالب في بداية الدعوة الإسلامية، وحتى عصرنا الحديث، حيث يتعاظم دور الاقتصاد، ونحن إن أشهرنا سلاح المقاطعة ضد أعدائنا، فسنجفف موردا أساسيا من مواردهم. إن أمتنا الإسلامية التي يتجاوز عدد المسلمين بها المليار مسلم في أنحاء العالم، تستطيع أن توجع أمريكا وشركاتها والكيان الصهيوني بمقاطعتهم.- وفي المقاطعة فوائد اقتصادية عدة، أهمها التخلص من التبعية الاقتصادية الذليلة، والمحافظة على الهوية العربية والإسلامية، وتشجيع الصناعة المحلية والقومية، وتعزيز الاقتصاد الوطني برفع المنافسة غيرالمتكافئة عنه، والدفع بعجلة التنمية والابتكار والإنتاج، وهو ما يعود بالنفع على اقتصاد وطنهم وأمتهم.لقد آن الأوان لأمتنا أن تقول لا لأمريكا وشركاتها التي غزت أسواقنا حتى صرنا نأكل ونشرب ونلبس ونركب مما تصنعه أمريكا، فلنقف مع أنفسنا وقفة حازمة، ولنكسر قيود العبودية والتبعية لأذواق الآخرين، ولنشهر سلاح المقاومة كي يعلم أعداؤنا أننا أمة حية لم تمت ولن تموت بإذن الله.