الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

تأملات 1

ص
الغربان والكروان
·        بعد منتصف ليلة الثلاثاء وقبل فجر الأربعاء 22/10/2009 م دخلنا سجن المرج .. ولما هدأت الأمور واستقر كلٌ منا في فراشه استمعنا إلي صوتين مميزين في سكون الليل :-
-         الصوت الأول :-  
صوت الكروان وكأنه يرحب بنا أو انه تأكيداً لقوله وتعالي ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ) فيسبح في الثلث الأخير من الليل وتجاوبنا معه في ركعات القيام والوتر ورغم ألم السفر ومشقته    ( وماأدراكم ما سيارة الترحيلات التي لاتصلح حتي للحيوانات فما بالكم بأناس أغلبهم قد تجاوز الخمسين ؟؟ ) واصلنا في طاعة الله في طاعة ربنا عسي أن يجعل لنا فرجاً ومخرجاً عسي أن يجعل محبسنا تكفيراً لذنوبنا وشفاءً لأمراضنا وإعداداً لنا ... إلي أن أشرقت شمس الصباح وارتفعت عندئذٍ صلينا الضحي واستسلمنا لنوم عميق – نزلت بنا السكينة وكأننا في بيوتنا في أحضان أولادنا.
-         الصوت الثاني :-
صوت عساكر الخدمة ينادون علي بعضهم البعض ( نمرة 5 تمام اصح واوعي تنام – نمرة 10 تمام اصح واوعي تنام ) وتسائلت في نفسي لو كنا حريصين حرص هؤلاء واستيقظنا لصلاة الليل والفجر وأيقظنا الناءم منا لتغير الحال نعم .. لتغير حال امتنا وتبدل إلي أحسن حال .
·          ومر اليوم في أعمال كثيرة وعند الغروب استمعنا إلي أصوات مرتفعة من فوق شجرة كافور" معتقة " بجوار العنبر أصوات الغربان تغني وكأنها مازالت تنعي قتل قابيل لهابيل وظلم بن آدم لاخيه بن آدم .. أو أنها تنعي إلي بن آدم انقضاء النهار بنوره وحركته إلي ليل دامس ساكن هادئ .. أو أنها تشارك باقي المخلوقات في التسبيح والحمد والثناء علي الله الخالق .. لا أدري .. وتجمعت الغربان فوق الشجرة وكستها بالسواد التام . 
·        ومنذ أن دخلت سجن المرج مروراً بقسم أول المنصورة وانتهاء بالأبعدية سجن دمنهور لايفارقني صوت مؤثر أسمعه في منامي ويقظتي إنه صوت غلق الباب باب الزنزانة ونحرك المفتاح بيد السجان لإحكام الغلق وفي الصباح تحديداً س 8 نسمع نفس الصوت ولكن بدرجة أخف لفتح الباب وشتان بين المشاعر التي تروادني عند الغلق والفتح !!!!
·        يوم 25/11/2009م الموافق اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ( يوم التروية ) بقسم أول المنصورة الحجيج بمني ونحن بالزنزانة .
·        ويأتي يوم الأربعاء يوم وقفة الحجاج بعرفة ونحن في قسم أول المنصورة نستنشق دخان السجائر المحشو بالبانجو رغماً عنا .. الشفاطات والصوت المزعج كصوت ماكينة الطحين .. مع غلق وفتح أبواب الزنازين يميناً وشمالاً ,, حتي الثلاثاء 1/12/2009 ، 14 ذو الحجة 1430هـ .. بعد الإنتهاء من العيد كانت أيام كلها آلام جعلتنا في سقام .. ولولا عناية الله بنا لحدث الكثير والكثير .  
·        مع أذان الظهر يوم الثلاثاء 14ذوالحجة1430هـ ، كانت أول قدم لنا في الأبعدية دمنهور.ز لون السور بمبي إيماء للداخل أن حياته داخل السجن ستصير" بمبي في بمبي " وعجبي .
·        ومرت الأمور بسرعة ودخلنا علي العنبر رقم 3 سياسي ( إخوان مسلمين ) وكان إستقبالاً أروع مايكون وكأننا عائدين من فتح ونصر مبين واستقر بنا المقام ضيوفا علي الزنزانة رقم 12 ثم انفردنا في اليوم الثاني بالزنزانة رقم 10 ثم انتقلنا مرة أخري إلي الزنزانة رقم 11 .....

                                                              يـــــُتــــــبــــــــــع 

الخميس، 17 ديسمبر 2009

الخاطرة التاسعة من وراء القضبان




13ذي الحجة 1430هـ / 20-11-2009م

آخر أيام عيد الأضحي .. قسم أول المنصورة

ماليس تحته عمل لايكترث له كثيراً

- ورد في سبب نزول الآية ( يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقي وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون) البقرة 189 . أن معاذ بن جبل وثعلبة الأنصاري قالا : يارسول الله مابال الهلال يبدو رقيقاً مثل الخيط ثم يزيد حتي يستوي ثم لايزال ينقص حتي يعود كما بدأ ؟؟ فنزلت الآية ( يسئلونك عن الأهلة ) فصرف الإجابة إلي العمل .

- سيدنا عمر بن الخطاب يطبق المبدأ وظل حتي وفاته يتحري معني" الكلالة " في سورة النساء لأنها آية تترب عليها معرفة تقسيم المواريث عملياً .. حتي انه قال قبل موته ( إني لم أدع شيئاً هو أهم إلي من الكلالة .. وماراجعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم- مثلما راجعته في الكلالة ) .

- مازلنا مع سيدنا عمر بن الخطاب .. عندما قرأ سورة عبس ووقف عند قوله تعالي ( وفاكهة وأباً ) وسأل نفسه أول الأمر هذه الفاكهة قد عرفناها .. فماهو الأب؟؟؟ ثم عاد سريعاً إلي منهج البحث الصحيح فقال ويلك إن هذا لهو التكلف يابن أم عمر ماذا لو لم تعرف الأب؟؟؟

الفاكهة هي طعام الناس .. والأب هو طعام المواشي .. فلا عليه إذ لم يعرف معني الأب حيث ليس تحتها اي جانب عملي مفيد .

- ولعل هذا مانبه إليه سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في الخلاف بين سيدنا علي وسيدنا معاوية حيث قال ( هذه فتنة طهر الله منها أيدينا أفلا نطهر منها ألسنتنا ؟؟ خاصة أن كلا من الفريقين قد أفضي إلي ربه وكافأه أو حاسبه علي مافعل وليس تحت الخلاف أي عمل سوي مزيد من الفرقة والشقاق والتمزق والخلاف .

- ندااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء

إلي الباحثين .. المحاضرين .. المتحدثين .. الخطباء من ذوي الغيرة علي أمة الإسلام ( لاتدخلوا في أي بحث ليس تحته عمل .. لاتنشئوا خطبة فيها معلومات تجريدية ليس تحتها عمل فهذا كله يدعوا إلي الجدل .. وينقلنا من الإبداع غلي الكسل .. ومن الأقدام إلي التراجع والخور .. ومن الإنتاج إلي الإستهلاك .. وفي الحديث ( ماضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) رواه بن ماجه


الخاطرة الثامنة من وراء القضبان









لكيلا يقطع عني الخير


دخل عبد الله بن جعفر علي ( يزيد بن معاوية ) فقال له ( يزيد ) ماذا كان يعطيك أمير المؤمنين إذا ذهبت إليه ؟؟


قال : كان رحمه الله يعطيني مائة ألف .


قال له يزيد : ( هي لك ) .. ولقولك "رحمه الله" مائة الف أخرى .


قال عبد الله : ما أكثر فضلك .


قال يزيد : ولهذه الكلمة مائة ألف ثالثة .


قال عبد الله : يكفي يامولانا .


قال يزيد ولهذه الكلمة مائة ألف .


فحمل عبد الله المال المال وانصرف !!


وفي دهشة .. قال أحد رجال يزيد دفعت لرجل واحد خمسمائة ألف درهم ؟؟!!


فقال يزيد لم ادفعها له وحده .. إنما دفعتها لسائر أهل المدينة .. لأنه لايملك درهما إلا وجاد به علي


غيره .


ولما رجع عبد الله إلي المدينة لم ينزل عن ناقته حتي وزع المال كله علي كل من يحتاجون إليه ..


ولما عاتبه رجل علي ذلك .. قال له :- ( إن الله عودني عادة .... وعودت انا عباده عادة ... عودني ان


يمنحني الرزق .. وعودت أنا عباده علي العطاء والبر .. فأكره أن أقطع العاده فينقطع عني الخير )


أمثال وحكم :-


- عندما تشعر أنك ضامن الفوز ... إعرف أنك تقترب من الهزيمة .


- أطراف أنامل الطفل تؤلم قلب الأم .


- يدوم حب الأب إلي اللحد .. أما حب الأم فسرمدي .


- ليست الحقيقة كما ترويها الأم .. بل كما ترويها الجيران .


- الأم النشيطة تعلم ابنها الكسل .


- يتوقف علي المرأة استقرار البيت وهنائه أو دماره وشقائه .


- المعده بيت الداء وسوق الدواء .


- الكتكوت اللي بيتنطط كتير من نصيب الحداية ( أم عبد الله ) .




الأحد، 6 ديسمبر 2009

الخاطرة رقم 7 ، منن وراء القضبان








# ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه #



• المحبة هي روح الإيمان والأعمال و متى خلت الأعمال أو الإيمان منه فهي كالجسد الذي لا روح فيه وقد قضي الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة
 ( أن المرء مع من أحب فيا لها من نعمه علي المحبين سابغة ) .



• المحب الصحيح الصادق :-



- لما كثر المدّعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة علي صحة الدعوي فلا تقبل هذه الدعوي إلا ببينة ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ، فتأخر الخلق كلهم ولم يثبت إلا أتباع الحبيب في أقواله وأفعاله وأخلاقه .. فطولبوا بعدالة البينة وتزكيتها( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) ..فتأخر أكثر المحبين – وقام المجاهدون – فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم وأولادهم ليست لهم فهلموا إلي بيعة ( إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) .. فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جري علي يديه عقد البيع عرفوا قدر السلعة وأن لها شأناً .. عندئذٍ علموا أن من أعظم الغبن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس .. فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي .. فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم لقد صارت أنفسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر مما كانت وأضعافها معاً ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ... ) .



• إذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء المحبة والإخلاص وإتباع الحبيب ... أثمرت أجود الثمار وآتت أكلها بإذن ربها .. أصلها ثابت في قرار الأرض وفرعها متصل بسدرة المنتهي.. ولا يزال سعي المحب صاعداً إلي حبيبه لا يحجبه شئ
( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )



• وقيل المحبة تعني الميل الدائم بالقلب الهائم ... وقيل إيثار المحبوب علي جميع المصحوب .. وقيل موافقة الحبيب في المشهد والمغيب ... وقيل أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقي لك منك شئ والمراد أن تهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحبه فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك فتأخذه منه له .



• الأساليب الجالبة للمحبة :-



1- قراءة القرآن بتدبر وفهم لمعانيه وما أريد به .



2- التقرب إلي الله بالنوافل بعد أداء الفرائض .



3- دوام ذكره علي كل حال باللسان والقلب فنصيبك من المحبة علي قدر نصيبك من الذكر .



4- إيثار ما يحبه علي ما تحبه عند نزاع الهوى .



5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها .



6- مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة .



7- انكسار القلب بكليته بين يدي الله عز وجل .



8- الخلوة به وقت نزوله الإلهي وتلاوة كلامه والاستغفار والتوبة .



9- مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب الثمر من كلامهم كما تنتقي أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعملت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك .



10- مباعدة كل سبب يحول بين قلبك وبين الله عز وجل .



• وأجمع ما قيل في المحبة ذكره أبو أيوب الكتاني ( قال : جرت في المحبة بمكة أيام الموسم فتكلم الشيوخ فيها - وكان الجنيد أصغرهم سناً - فقالوا هات ما عندك يا عراقي فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال:-



• ( عبد ذهب عن نفسه .. متصل بذكر ربه .. قائم بأداء حقوقه .. ناظر إليه بقلبه .. فإن تكلم فبالله .. وإن نطق فعن الله .. وإن تحرك فبأمر الله .. وإن سكن فمع الله .. فهو بالله .. ولله .. ومع الله .. فبكي الشيوخ وقالوا ما علي هذا نزيد.. جزاك الله خيرا يا تاج العارفين .)


بقلم



مــعـــتــــقــــل