الثلاثاء، 7 أبريل 2009

مقالة لأخ لي .........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعث إلي أحد أحبابي من دولة قطر هذه المقالة وأوصاني أن أنشرها دون زيادة أو نقصان وهاأنا ذا أقوم بذلك نظراً لما فيها من عظيم فائدة ، أسأل الله تعالي أن يتقبل منا ومنه وأن يجعلنا وإياه من العاملين لدعوته اللهم آمين والآن أترككم مع المقالة ........
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد ...

إن الناظر إلى حال الأمة اليوم مع تذكر تاريخها في الماضي لاشك من امتلاء قلبه أساً وتفطراً , ولكن مجحف من ظن أن هذه هي النهاية , قال تعالى: { كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } وقال تعالى { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } وقال تعالى: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ . يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }

إنها فترة زمنية وستنقضي , هذه سنة الله في خلقه فالأيام دول , ويوم لك ويوم عليك , ولكننا نثق في رجوع عهد الإسلام من جديد , ذلك العهد الذي ينتهي فيه عهد الإستعباد وترجع العباد إلى ربها قال تعالى { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ }

غداً سيشرق فجر جديد /// يمحي به ظلم العبيد
غداً ستشرق شمس الوعود /// وتمحي بعونه عهد القرود



ولكن هذا الرجوع ليس بالمجان ومن ظن ذلك فقد أخطأ , إن الراجي لرضا الله يحذوا خطى قائده , والقائد الأعلى للأمة الإسلامية ضرب لنا أروع الأمثلة بل سن لنا أنه لا نصرة لدين الله إلا ويغلفها الأذى ويكسوها التعب وتفرش طريقها بالشوك فلابد للسالك من أن يرتدي ثياب الصبر , ويتجلد لمكابدة المصاعب والمشاق ويصبر , ولا شك من أن الشوك سيصيب جسده بشتى أنواع الأذي , ولكن لطالما أن الإصابة في الدنيا وما تولد منها من جسد سيأكله الدود أو مال يتركه لورثته أو …. الخ فإن فعل الروح التي تصبوا إلى رضا خالقها والنظر المسدد تجاه الغاية المنشودة , والإيمان العميق الذي يملك عليه نفسه , والتفكير الرشيد الذي يوازن جوانب حياته , والصحبة الصالحة التي تشد من أزره تجعله يستعذب الأذي ولا يرى فيه إلا علامات حب من الله لأن أركانه مبنية على أساس " مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ " ( رواه مالك في الموطأ والبخاري في صحيحه ) فإذا أصيب بأذى ترددت هذه الكلمات في أرجاءه فتنسجم معها أعضاءه وكيانه وكأن الكون كله يهتف به فرحاً هكذا تكون عبداً لله , ساعتها لايشعر بضيق ولا حزن لكن هو الأنس الذي يأخذ بلبابه ويحمله على أجنحته ويطير به في أفق الرضا ودرجات الحب حتى يرضى عنه محبوبه .

ولولا خشية الاسترسال وضيق المقام لأطلنا الكلام ولكن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً , وخير الكلام ما قل ودل ورجوعاً لموضوعنا : أيها الأحباب لا يحزننكم ما ترونه من تقدم بلاد اللادين فهي لم تطغى ولم تظلم إلا لما أمنت المارد وتيقنت أنه في ثبات , ولكن هيهات هيهات , ما هي إلا غفوة سريعة الذهاب ثم يعود بعدها حاملا سيفه يردد قول الشاعر :

لا تأسفن على حال الزمان لطالما /// رقصت على حثث الأسود كلاب

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها /// تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب



ولا أنسى قبل الختام تحية أخي وحبيبي القائم على المدونة أدعوا الله أن يجزيه وآله الجنة وأن يوفقه ليكون من جنوده المخلصين وأن يجمعني به في جنات النعيم , ولا تنسونا من صالح دعائكم .

وإلى لقاء آخر , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ليست هناك تعليقات: