الثلاثاء، 26 يناير 2010

تأملات ( أبحث عن الدفء )


تأملات


( أبحث عن الدفئ )

• الجو بارد .. بل شديد البرودة .. البرد يخترق الملابس المتعددة ليصيب الجسد مباشرة .. بل إنه يتعدي الجسد إلى العظام .. أشعر بقشعريرة شديدة .. أبحث عن الدفئ .. البطانيات لاتكفى .. أبحث عن ضوء الشمس .. أين أنت أيتها الشمس ؟؟

• خرجت من الزنزانة فى حدود الساعة العاشرة صباحاً .. وتوجهت إلى إلى التريض القبلى لعلى أجد الشمس والدفء ... ولكن هيهات .. من أين تأتى وكيف تأتى .. والأسوار مرتفعة وممر التريض ضيق .. وشبكة الحديد من أعلي .. فالشمس لاتصل إلي الأرض .. لاتتجاوز الجدار المقابل وقفت بجوار الجدار لعل ضوء الشمس يصيبني فيبعث في الدفء الذي أبحث عنه ..؟؟ ولكن .. هيهات ثم هيهات !!

• آه ثم آه .. سأبحث عن طريقة للخروج من العنبر حتي أصل إلي الشمس وإلي ضوئها .. الصول أحمد يجلس يترقب ويمنع أي أحد من مجرد أن يمس بجسده أشعة الشمس بخروجه من العنبر ,, ويمنع الخروج متعللا ً:- ( ماتحريجونيش ياجماعة .. أنا مش ممانع .. بس دى التعليمات )

• ملابسنا التي نرتديها مبتلة من شدة البرودة والرطوبة المرتفعه داخل الزنازين الكل يطلب الدفء .. الكل يبحث عن حرارة الشمس .. وأخذ الإخوان يتفاوضون مع الصول أحمد وبينما هم يتفاوضون انتهزت أنا فرصة إنشغاله معهم وانفلت مسرعاً من بوابة العنبر وفي لحظات كنت على الرصيف المحاذي لعنبر الجنائيين واختفيت عن نظر الصول أحمد ..

• آه ... انا لاأصدق .. هذا هو ضوء الشمس يلامس ملابسى .. لم تصل بعد حرارتها إلي جسدي المرتعد – أمشي الهوينا علي الرصيف الأسمنتي وكأنني اتمشي علي الكورنيش أو في وسط الزراعات علي الجسور .. أمشي وحدي ومعي المسبحة التي أعطانيها الباشمهندس في العرض .. نعم الباشمهندس ببسمته التي تملأ كل وجهه .. وحرارة مصافحته .. وحرصه علي السؤال والإطمئنان علي كل الجوانب .. كلما لامست أصابعي المسبحة تذكرتك ياهندسة ووجدتك أمامي مقبلا ً بكلتا يديك .....

• وأنا أسرح بخيالي وأسير على الرصيف بجوار السور الشاهق .. وأنظر إلي الرصيف متمنياً أن يطول السير تحت أشعة الشمس -.. وجدت عجبا ..- وقفت وتأملات ما أراه .. كوم منز الرمال بمقدار ملء كف اليدين أمامي علي الرصيف .. وفتحة فى الرصيف وكأنها نفق أو منزل إلي نفق .. تخرج منه التملة تلو الأخرى كل واحدة تخرج منه حاملة حبة رمل واحدة تقذف بها علي هذا التل .. هو بالنسبة لها تل .. ثم تعود مسرعة إلي الداخل .. حركة دائبة مستمرة لاتنقطع .. تأملت هذه الحركة المستمرة والصبر والمثابرة .. نعم أهمية الحركة لكل المخلوقات – الماء إذا لم يتحرك يأسن .. والداعية إذا لم يتحرك بدعوته يأثم .. وكما يقولون .. الحركة بركة ..

• الميل يبدأ بخطوة ... والعمر ماهو إلا ايام ودقائق وثوان وجبل الرمال الضخم يبدأ بحبة رمال صغيرة .. والمحيطات الضخمة قطرات ضئيلة ... نعم التدرج في الخطوات والنفس الطويل .. وخير الأعمال ادومها وإن قل ..

• نظرت إلى النملة وقلت لها ألا تعلمي أنه يوجد لنا إخوان محاصرون في غزة إخوة لنا في الدين محاصرون .. في غزة صامدون .. تلفهم الأسلاك والاسوار من جهة اليهود سور وقتل .. ومن جهتنا سور .. ألا تاخذي قومك وتذهبي لمساعدتهم .. طالما أننا أحيل بيننا وبين ذلك اذهبوا إليهم وحفروا نفقا يمدهم بكل مستلزمات حياتهم ...

• سبحان الله أوليس الله قادرا أن يرسل جنده هذا كما أرسله من قبل علي سد مأرب فنخرت تحته فلما جاء السيل انهار أمامه .. أو القرضة التي نخرت عصي نبيه سليمان عليه السلام ..!!

• أخاطب النمل لعله يفهمني ويعى ما أقوله ويسمعنى .. أقول له اذهب إلي إخواننا المحاصرين إلي الحدود كونوا معهم اذهبوا إليهم فقد حرمون من مساعدتهم .. وانشغلت بشعب محاصر من البر ومن البحر ومن الجو .. فوق الأرض وتحتها ..

• لك الله ياشعب غزة الأبى .. يحميك الله ويجعل لك مخرجاً – وانتبهت – فإذا الصوت ينادينى ... يأستاذ .. يادكتور .. ياباشمهندس .. هاتودينا في داهية .. والتفت فإذا الصول أحمد ...

وإلي الثلاجة مرة أخرى


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

ياحبيبي ياخالي .. ربنا يفك أسرك .. حاسس بيك ، ماهو جربت الثلاجة دي برضه .. بس عموما ...
النمل عشان يعيش ممكن تبله مياه السماءأو حتى ثلجه .. لكنه لا يقف ..
وكذا الداعية ..